رغم الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على كثير من شركات الطيران العالمية، أعلنت شركة "طيران الإمارات" الأربعاء، عن خطة توسعاتها بنحو 14 في المائة خلال عام 2009، واعتبرته "سنة الفرص رغم صعوبتها."
ففي الوقت الذي أعلنت فيه كبرى الشركات العالمية عن تكبدها خسائر فادحة نتيجة تلك الأزمة، تبدو هذه النسبة "منطقية" لطيران الإمارات، إذا ما علمنا أن الشركة، التي توصف بأنها "الأسرع نمواً" في العالم، حققت نسبة نمو بلغت 20 في المائة خلال السنوات الخمسة الأخيرة.
وقالت الشركة الإماراتية إنها ستزيد أسطولها الجوي بـ19 طائرة إضافية، من بينها 18 طائرة لنقل الركاب وواحدة للشحن، لترفع طاقة النقل لديها بحوالي 8635 مقعداً، مما سيتيح للشركة فتح خطوط جوية جديدة، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات على عدد من الخطوط العاملة حالياً.
كما سترفع هذه الطائرات الإضافية، بحسب بيان صدر عن الشركة الأربعاء تلقته CNN بالعربية، قدرة الشحن لديها بنحو 500 طن، بزيادة تبلغ نسبتها حوالي 17 في المائة عن قدرتها الحالية.
وقال الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: "رغم أن السنة الجارية لن تكون سهلة بالنسبة لصناعة الطيران، وأننا أعددنا أنفسنا بأفضل ما نستطيع للتعامل مع التحديات التي نواجهها، إلا أننا ننظر إليها كفرصة أيضاً."
وأضاف موضحاً: "مع زيادة الطاقة المتاحة، ستكون 2009 سنة دعم وتعزيز خدماتنا القائمة، لأننا سنطلق عدداً أقل من الخدمات الجديدة."
وتابع: "سوف نركز على تعزيز الخطوط التي تتميز بارتفاع الطلب من قبل عملائنا، وسوف نخصص الرحلات الجديدة للأسواق التي نرى فيها فرصاً جيدة للنمو، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط."
ويضم أسطول طيران الإمارات حالياً 129 طائرة، من المتوقع زيادتها إلى 132 طائرة قبل نهاية السنة المالية الحالية في 31 مارس/ آذار المقبل، من بينها أربع طائرات من طراز "إيرباص 380 A" العملاقة.
وخلال العام المالي الجديد، حتى نهاية مارس/ آذار 2010، سوف تسلم الشركة سبع طائرات جديدة من ذات الطراز، بالإضافة إلى عشر طائرات "بيونغ
300-777 ER"، وطائرة من طراز "بيونغ 200-777 LR"، فضلاً عن طائرة شحن من طراز "بيونغ 777."
هذا وتخدم شركة طيران الإمارات، التي انطلقت خدماتها في أكتوبر/ تشرين الأول 1985 بخطين فقط إلى كراتشي ومومباي، حالياً 101 مدينة في 61 دولة.
وأدت الأزمة المالية الراهنة إلى توقف العمل في عدد من المشروعات في دبي، التي تشهد "طفرة" عمرانية، حيث كشف مسؤولون في المجلس التنفيذي للإمارة، أن الديون المستحقة عليها بلغت نحو 80 مليار دولار، منها عشرة مليارات على الحكومة، و70 مليار على شركات تابعة لها.
ولكن محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" الإماراتية، وعضو المجلس التفيذي لدبي، ورئيس اللجنة الإستشارية التي شكلتها دبي لمواجهة تأثيرات الأزمة المالية العالمية، قال إن الأصول الموجودة تفوق الديون بكثير، مما يبعد خطر العجز عن السداد
ودفعت هذه الديون الضخمة على إمارة دبي، إلى إثارة تكهنات بأن شركة طيران "الاتحاد"، المملوكة لحكومة أبوظبي، عرضت شراء حصة من شركة "طيران الإمارات"، للمساعدة في إنقاذ حكومة دبي من وطأة الديون، إلا أن العبار نفى صحة تلك التقارير.