يا ليل الصب متى غده اقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده
فبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصده
(كلف بغزال ذى هيف خوف الواشين يشرده
نصبت عيناى له شركاً فى النوم فعز تصيده)
وكفى عجباً أنى قنص للسرب سبانى اغيده
صنم للفتنة منتصب أهواه ولا أتعبده
صاح والخمر جنى فمه سكران اللحظ معربده
ينضو من مقلته سيفا وكأن نعاسا يغمده
فيريق دم العشاق به والويل لمن يتقلده
كلا لا ذنب لمن قتلت عيناه ولم تقتل يده
(يا من جحدت عيناه دمى وعلى خديه تورده
خداك قد اعترفا بدمى فعلام جفونك تجحده)
أنى لأعيذك من قتلى وأظنك لا تتعمده
بالله هب المشتاق كرى فلعل خيالك يسعده
(ما ضرك لو داويت ضنى صب يضنيك وتبعده
لم يبقى هواك له رمقا فليبك عليه عوده)
وغدا يقضى أو بعد غد هل من نظر يتزوده
يا أهل الشوق لنا شرق بالدمع يفيض مورده
يهوى المشتاق لقاءكمو وصروف الدهر تبعده
ما أحلى الوصل وأعذبه لولا الأيام تنكده
بالبين وبالهجران فيا لفؤادى ..(كيف تجلده)
الحصري القيرواني