نوراً يُصفِّي الليلَ من ظلماته
ليريح دنيانا على نفحاته
ظمأى تبل الشوق في عتباته
وأطال في أيامنا وقفاته
فتضيء دنيانا على بسماته
في الليل نضرب في غيوب شتاته
فمضى يجر الناس في عثراته
كل يحدث عن صدى مأساته
وتجمّعت لتسد درب حياته
يضوي وقد حرمته من أقواته
ما يستر المحظور من عوراته
كنز يفيض الخير من جنباته
وانساقت الدنيا إلى مرضاته
ويثيبه الرحمن في جناته
ويُقِيلُه في الأرض من كبواته
فيخلص الإنسان من غفواته
ويصونه الإيمان في وثباته
ولسان صدق غص من عبراته
وأفاض رحمته على ملكوته
هلَّ الصيامُ يسوق في خطواته
واشتد في الأيام منطلق الخطى
فلعله يدري بأن نفوسنا
فلكم طوانا الليل في أعماقه
ولكم دعونا الفجر يرحم ليلنا
فأبى وخلّفنا لدى أهوالنا
حاد الطريق بنا وجانبه الهدى
في كل ركن مسلم متعثر
وكأن كل الأرض قد ضاقت به
من لم تمزقه الذئاب تَرَكْنَه
عرّتْه حتى لم يعد في كفِّه
واحتاج .. والدين الحنيف بقلبه
لو أحسن الإيمانَ أرضى ربه
تعطيه نصر المهتدين وعزهم
يا رب .. خلِّ الصوم يدرك جمعنا
ويرد نبض الروح في إنساننا
يصحو ويمتلك الحياة بعزمه
يا رب .. من قلبي وكل مشاعري
أدعوك يا من عز فوق سمائه
* * * * * *